الاثنين، 5 ديسمبر 2011

المراهقة

هي مرحلة تستحوذ على اهتمام كثير من الناس ، فهي تهم المراهقين أنفسهم ليفهموا انفسهم وتهم الآباء والمعلمين ليعرفوا كيفية التعامل معهم .وهي مرحلة تغير كلي وشامل وليست أزمة نمو ، وهي تنقل المرء من فترة الطفولة إلى مرحلة الشباب والنضج ، وتشمل تغيرات كبيرة وسريعة في كافة مجالات النمو البدني و الجنسي و العقلي و العاطفي و الاجتماعييعبر بعض المراهقين هذ المرحلة بهدوء ويستطيعون التكيف مع التغيرت الداخلية ومتطلبات الاسرة والمجتمع ، لكن البعض الآخر يمر بأزمات داخلية و صراعات مع المجتمع تمر هذه المرحلة في المجتمعات الريفية بهدوء بينما لا يكون الأمر كذلك في المجتمعات المتحضرة ماديآتمتد المراهقة عادة ما بين 12 – 20 سنة على تفاوت بين الافراد وعلى تفاوت بين الجنسي حيث تسبق الفتاة الفتى قليلتعريفات :المراهق : من راهق : تدرج نحو النضجراهق الغلام فهو مراهق أي قارب الاحتلامكلمة رهق تعني السفه و الخفة و العجلة و ركوب الخطرالنمو البدني :يتميز بكونه سريعآ وغير متناسق ، فيزداد الطول و الوزن بشكل ملحوظ ( يزداد حجم العضلات في الذكور وتتزداد الطبقة الدهنية في الاناث )البلوغ :ويكتمل فيه النمو الجسدي و الجنسيالسمات الجنسية الأولية :- زيادة حجم الاعضاء التناسلية- بدء الدورة الشهرية للفتاة- الاحتلامالسمات الجنسية الثانوية :- خشونة الصوت- ظهور الشعر- زيادة حجم النهدينزيادة افراز الهرمونات :- زيادة نشاط الغدة النخامية : تفرز الغدد التناسلية وغيرها- زيادة نشاط الغدة الدرقية : زيادة النشاط الجسدي- زيادة نشاط الغدد الجنسية :أ‌- هرمون اندروجين : نمو العضلات و العظامب‌- هرمون استروجين : شكل العظام و طبقة الدهون- زيادة نشاط الغدة الدرقية : حب الشبابعدم تناسق النمو :- تطول الاطراف قبل بقية الجسم ويكون نمو العظام أسرع من نمو العضلات مما يؤدي إلى اختلال التوازن الحركي- تنمو الرئتان ويزداد حجمهما أكثر من القلب فينخفض نبض القلب رغم الحاجة لزيادة استهلاك الجسم للاكسجين مما يؤدي إلى الشعور بالاجهاد والتعب لأقل مجهود جسدي- يزداد حجم الانف قبل بقية اجزاء الوجه مؤديآ للشعور للحرجالصحة العامة :يعتبر المراهقون أكثر الفئات العمرية صحة ولكنهم الاكثر عرضة للاخطار :- الحوادث (معظمهم بين سن 16 – 35 سنة )- الغذاء غير المتوازن- النحافة المرضية- المتابعة الطبية الضعيفة- اساءة استخدام العقاقير- محاولات انتحارية- انقاص الوزن- المنشطات- المخدراتالآثار النفسية للمتغيرات البدنية :يعاني المراهقون من : الحرج و الحساسية و العزلة الاجتماعية بسبب عوامل متعددة منها :- ظهور بثور الشباب التي تتناثر على الوجه- عدم التناسق في الاجزاء المختلفة للجسم- الاختلال الحركي وتعذر الاتزان في المشي و الجري و حمل الاشياء و العمل اليدوي- التغيرات الاخرى في نظام الجسم الداخلي مثل انخفاض نبض القلب ، و التغير في استهلاك الجسم للأكجسين مع الشعور بالاجهاد والرغبة في الراحة- يضاف إلى ذلك حساسية المراهق و المراهقة للنقدالنمو العقلي :يزداد النمو العقلي و الذكاء في الطفولة المتأخرة ، أما في المراهقة فتظهر القدرات الخاصة .- تزداد القدرة على الانتباه وبالتالي يستطيع المراهق حل المشكلات المعقدة أو الطويلة- يتعدى الادارك الأشياء الحسية إلى المعنوية ، و الاحتمالات المستقبلية ( آثار الحروب )- يكون التذكر في الطفولة آليآ أمّا في هذه المرحلة فيقوم التذكر مع الربط و الفهم- يزداد التخيل و تزداد معه احلام اليقظة للتخلص من الاحباطات اليومية أو التخطيط للمستقبل- يكون التفكير في فترة الطفولة ماديآ محدودآ بينما يكون لدى المراهق مجردآ معنويآ واسعآ ، ومثال ذلك : كلمة الحرية يغني للطفل حريته في اللعب متى ما شاء ، ولكنها لدى المراهق تتعدى ذلك إلى حرية المتعقدات و المباديء و السلوك . مثال آخر ، كلمة العدل تعني للطفل تقسيم الحلوى بعدل ولكنها تتجاوز ذلك لدى المراهق للعدالة الاجتماعية و السياسية و الاقليات وغير ذلك- يصبح التفكير لدى المراهق منهجيآ قائمآ على الاحتمالات والفرضيات و التفسير العلمي و الربط المنطقي للأفكار ، وفي نهاية المراهقة تزداد الحكمة وحسن تقدير الأمور بناء على الخبرات السابقة وليست المنهجية ، وتزداد المرونة فيبدآ بتقبل أفكار الآخرين ، وإن لم يوافق عليها- النزعة للمثالية و الانتقاد في كل شيء مما يدفعه للجدل و المحاججة- الاستقلالية الفكرية والفعلية مما يفعله لمعارضة الكبار في كل شيء أو اعتناق مباديء دينية و سياسية قد تكون خاطئةمظاهر البحث عن الإستقلالية :- التمحور حول الذات و الشعور بالغربة وشعوره بعدم تقبل أهله له- اضطراب الهوية : الاعجاب- الشكوى من التدخل- معارضة المدرسة- الخلاف مع الوالدين- التأثر بالأصدقاء- التذبذب في التدين : قد يلتزم دينيآ ثم لا يلبث أن ينحرف ، وقد يقبل على الدعوات الدينية الجديدة لكن المعيار هو التربية الدينية في الطفولة و سلوك الأسرة- اعتناق أفكار ساسية معارضة- النمو الإجتماعي و الإنفعاليالعلاقات الاجتماعية أثناء المراهقه :إن محاولات المراهقين الإنفصال جسديآ و عاطفيآ عن آبائهم و إرتباطاهم الوثيق بأصدقائهم ليس بالأمر السهل بل إنه مصدر للضغط النفسي و التوترالعلاقة مع الاباء :صراعات على كافة المستويات وخاصة في بداية المراهقةفالآباء يقللون من تأثيرهم على أولادهم ، والأولاد يشتكون من شدة سيطرة الآباءمراحل الإنفصل الانفصال النفسي عن الوالدين :- يرى المراهق نفسه مختلفآ عن والديه ، ولا يراهما حكيمين مثاليين كما كان سابقآ فيبدأ برفض كل ما يقدمونه حتى لو رآه معقولآ- يبدأ بممارسة ما يرى أنه يعلمه ويعارض كثيرآ (معاناة الوالدين ) ( بداية المراهقة )- يشعر بالافتقار النفسي إلى والديه فيبدأ يتقبل بعض آرائهم ويعارض أخرى ( معاناة المراهقين ) ( منتصف المراهقة )- تتشكل الهوية الشخصية ويعرف ما يريد فيصبح متوازنآ ( توافق بين الطرفين ) ( نهاية المراهقة )العلاقة مع الاصدقاء :لا يعط الأصدقاء نصائح ، وهم يسهلون الأمور على المراهق ويدعمونه اجتماعيآ و عاطفيآ ، ويشاركونه مشاعره الداخلية ، وأحلامه وأفكاره وهذا مما يدفع المراهق للولاء لهم والسير على خطاهم وإن كان غير مقتنع- صداقات البنات أقوى وأصدق وأقل عددآ من صداقات البنين- يرفض المراهق أي تدخل من الوالدين في إختيار الأصدقاء ، ولذا كثيرآ ما يخطيء في الاختيار ، لكن مع الوقت يكون أكثر تدقيقآ وأكثر صوبآ في ذلكالنمو العاطفي ( الإنفعالي ) :تكون الانفعالات متقلبة و متطرفة و حادة و قوية ، ويرجع ذلك إلى :- التغيرات الجسدية السريعة- عوامل بيئية إذ ينظر لنفسه رجلآ ويُنظر إليه طفلآمظاهر النمو الإنفعالي :- التذبذب في المشاعر و السلوكيات و التوجهات- الاندفاعية وركوب الخطر- سرعة الغضب و الانفعال و عدم ضبط العواطف وبذاءة اللسان- تعجل المراهقة : وذلك بفعل بعض الأمور مثل :أ‌- تضخيم الصوتب‌- الشاربت‌- اللحيةث‌- لبس الاحذية ذات الكعب العاليج‌- المبالغة في الزينة- الرغبة في تأكيد الذات : وذلك بالأمور التالية :أ‌- لبس ملابس متميزةب‌- الكلام بصوت مرتفعت‌- التصنع في الكلام و المشيث‌- إقحام النفس في مناقشات فوق مستوى المراهقج‌- التدخين لإثبات الرجولة و الإستقلالية- مقاومة السلطة : أ‌- التمرد على الأسرة : للتعبير عن الميل للتحرر من كل قيدب‌- التمرد على المدرسة : شعورآ بالإستقلالية ، فالمعلم بالنسبة للمراهق ما هو إلا إمتداد لسلطة الوالدت‌- الميل للنقد : للجميع دون إستثناء بما فيهم الوالدين- النشاط الجنسي :أ‌- ممارسة العادة السريةب‌- النشاطات الجنسية المتعددةت‌- الاعجابث‌- المعاكسات الهاتفية والشبكيةفن التعامل مع المراهق :ينظر بعض المربين إلى المراهقة على أنها فترة مرضية وليست مرحلة طبيعية يمر بها كل فرد مراهق يبحث عن النضجإن التعامل مع المراهقين فن ومهارة لا يجيدها جميعنا ، ولهذا الفن ستة أركان هي :1. الإعداد2. الفهم3. المحبة4. المرونة5. الصحبة6. الدعاء- المراهقة إمتداد للطفولة وبذلك فإن التعامل مع المراهقين ينطلق من فنون تعامل الأطفال- فهم المراهق فهمآ جيدآ من حيث تكوينه الجسمي وقدراته العقلية و التحولات الوجدانية و الاجتماعية ، واشعاره بأنه مفهوم لدى والديه ومعلميه واخوته- إرواء الحاجة للمحبة ، فمحبة الابناء فطرة فطر الله الناس عليها لكننا أحيانآ ننسى أن نخبرهم عن حبنا لهم- المرونة ضرورة من ضرورات التعامل مع المراهقين ، فهذه مرحلة بحث عن الذات والاستقلالية مع اندفاعية وتشدد في الرأي ، فلا ينبغي التشدد عليه فكل ما هو مقترح من الآباء مرفوض . كلما كانت العلاقة متوسطة بحيث يتاح للمراهق فرصة التعبير عما يجول بنفسه وإبداء آرائه دون فرض، لكن هذا لا يعني ترك الحبل على الغارب ، فهناك ضوابط دينية و أخلاقية و إجتماعية لا بد من مراعاتها لكن المرونة مطلوبة- غرس التدين والضوابط الاخلاقية منذ الصغر ( خاصة خلال السنوات الخمس الأولى ) مع تقوية الجانب الديني خلال فترات التدين و التأمل في المراهقة- المصاحبة و الكاشفة و المصارحة، ومن ثمار الصحبة :أ‌- تقوية العلاقة بينهم وبين والديهمب‌- تحسين المهاراتت‌- تعديل السلوكث‌- إعدادهم للحياة المستقبلية- تدريب المراهق على الحوار والمناقشة وتبادل الآراء معه وتعوديه على عرض وجهات نظرهم ، وتعريضه للمواقف المختلفة التي تعوده المشاركة والمبادرة بما لا يتعارض مع الآداب العامة- التوقف عن الانتقاد و السخرية للمراهق حتى ولو على سبيل المزاح- تقدير المراهق حسب ما تقتضيه مرحلته، فهو لا يريد أن يعامل كطفل- تلبية حاجة المراهق للاستطلاع :1. تأمين وسائل اطلاع آمنة :- تزويد البيت بمكتبة شاملة وجيدة مقرؤة ومسموعة ومرئية- استكشاف رأي المراهق واستطلاع مواقفه في القضايا والمناسبات المختلفة- ربط المراهق برجال العلم والدين والمبتكرين- الرحلات والجولات الاستطلاعية ومن ذلك الحج والعمرة والسياحة2. حماية المراهق من التعرض للاستهواء سبب الاستطلاع- الفكر المنحرف- الأدب المشكوف- المادة الاعلامية المنمقة والتي تدعو للرذيلة- مواطن الرفقة السيئة والتجمعات المشبوهة- المواقع والمحادثات الشبكية3. تنمية قدرة المراهق على ضبط الاستطلاع :- اشعاء المراهق باطلاع الله عليه ورقابته له- تكوين الضوابط الحسية والحركية- غض البصر- حفظ السمع- فن السؤال: السؤال بأدب وليس ف يكل شيء مثل الأسئلة الخاصة أو بهدف المجادلة- فن الإستئذان : للسماع أو النظر أو السؤال للاقدام على أمر ما- منع التعدي الاستطلاعي- الحاجة إلى العمل والمسؤولية بحثآ عن ذاته وقيمتهيحتاج المراهق إلى تهيئته لتحمل المسؤلية ومن ذلك :أ‌- اسلوب المعاملة :- الحوار والمناقشة عن طرح آراء- الشورى في الأمور المتعلقة بالأسرة- التعويد على اتخاذ القرارب‌- المشاركة الأسرية:- التعويد على القيام بمسؤليات تجاه أسرته- التعويد على الاستقلال المادي والصرف- التعويد على التخطيط للمستقبلت‌- المشاركة الاجتماعية :- المشاركة في أعمل إجتماعية تطوعية- العمل المؤقت أو المستمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق